هل سبق لك أن دخلت إلى غرفة وشعرت على الفور بأن الأجواء تأسر حواسك بفضل عطرها الفريد؟ أو ربما استنشقت نفحة من عطر شخصٍ ما، فباتت تلك الرائحة تأخذك في رحلة عبر الزمن، تذكرك بتلك الشخصية التي سحرتك بعبيرها؟ تُعتبر العطور جزء لا يتجزأ من الثقافة الإنسانية منذ قرون، لأنها تتعلق بواحدة من أهم حواسنا وهي حاسة الشم. تشتهر العطور العربية أو الشرقية عالميًا بفضل جودتها، فخامتها وأصالتها. وفي عالم العطور الشرقية الساحرة، يحتل كلٌ من عطر العود والبخور مكانة بارزة يصعب تجاهلها.
إذا كنت تتساءل عن الفروقات بينهما، إليك هذا الدليل لمساعدتك!
ما هو عطر العود؟
يُعرف العود أيضًا باسم "الذهب السائل" بفضل رائحته الغنية التي تأسر الحواس، يعتبر العود من أرقى مكونات العطور، حيث يُستخرج من لبّ خشب شجر العود. تُستخرج زيوته العطرية من خشب العود الذي ينمو في مناطق جنوب شرق آسيا والهند، وقد اكتسب شهرة عالمية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط.
ما يميز العود هو طريقة تكوّنه؛ حيث يتشكل عندما تُصاب شجرة العود بنوع معين من العفن. كرد فعل لهذه العدوى، تُنتج الشجرة مادة داكنة راتنجية، وهي ما نعرفه بالعود. وعادةً ما يستغرق العود سنوات حتى يتكون، مما يجعله من العطور النادرة والقيّمة للغاية.
رائحة العود
تتميز عطور العود العربية الفاخرة برائحتها الخشبية الترابية مع لمسة حلوة. قد يختلف تركيب العطر بشكل كبير بناءً على عمر الشجرة، والمنطقة التي نمت فيها، بالإضافة إلى العوامل البيئية. يمتاز زيت العود عالي الجودة بتعقيد طبقاته، حيث يحتوي على نغمات عميقة من الخشب والتوابل وبعض الروائح الحيوانية الخفية، مما يجعل رائحته مميزة ودائمة.
ما هو البخور؟
البخور هو قطع من الخشب مشبعة بالزيوت العطرية وممزوجة بمكونات طبيعية مثل الراتنج، المسك وخشب الصندل. يُستخدم البخور المعروف كذلك باسم "دُخَان" في بعض المناطق لتعطير المنازل، الملابس، وحتى الشعر وذلك عند حرق قطع الخشب لإطلاق دخان عطري.
في ثقافة الشرق الأوسط وجنوب آسيا، لا يقتصر حرق البخور على نشر العطر فقط؛ بل يحمل أيضًا قيمة ثقافية وروحانية. يُعتبر إشعال البخور أمرًا شائعًا في التجمعات والمناسبات الدينية، حيث يرمز إلى جلب الدفء والضيافة إلى أي مكان.
رائحة البخور
عادةً ما يتميز البخور برائحة زهرية أو حلوة أو حارة، وذلك يعتمد على الزيوت والمكونات المستخدمة في تحضيره. وعلى عكس العود الذي يمتاز بملامح طبيعية ونقية، فإن البخور هو مزيج من الروائح المختلفة، حيث تمتلك كل عائلة أو بائع وصفتهم الخاصة، مما يجعل كل مجموعة منه فريدة من نوعها. بالإضافة إلى ذلك، تبقى الرائحة الدخانية عالقة لفترة طويلة بعد احتراق البخور، فتغمر المكان بعطر غني وجذاب يعزز أجواء الترحيب والدفء.
الفرق بين العود والبخور
يُحتفي بكل من عطر العود والبخور بسبب نغمات روائحهم الساحرة. ولكن يتم استخدام كل منهم على حدة في الحياة اليومية.
استخدام عطر العود
عطر عود فاخر، وخاصة الزيتي منه، يتميز بتركيزه العالي، مما يجعل القليل منه يدوم لفترة طويلة. غالبًا ما يضع الناس العود على البشرة كعطر أو يضيفونه إلى الزيوت الأساسية في تركيبات العطور الفاخرة. في الشرق الأوسط، يستخدم كل من الرجال والنساء كمية صغيرة من عطور عود عربية فاخرة على مناطق النبض لضمان ثباتها لفترة أطول. تُعتبر قوته وقدرته على البقاء رمزًا للفخامة، وغالبًا ما يُستخدم في المناسبات الخاصة أو في تركيبات العطور الراقية. بالإضافة إلى ذلك، يُستخدم العود في مجموعة واسعة من منتجات التجميل والعناية بالبشرة، بدءًا من الكريمات وصولًا إلى زيوت الشعر، ليضفي رائحة مميزة على هذه المنتجات.
استخدام البخور
على عكس عطور العود، يُستخدم البخور بشكل أساسي لتعطير البيئة المحيطة بك. يقوم الناس بإشعال البخور أثناء الصلاة، قبل وصول الضيوف، أو بعد تنظيف المنزل حيث يُعتبر حرقه وسيلة لتنقية الهواء. في الواقع، يُمكن أن تكون هذه الطقوس تجربة مهدئة وتبعث على الاسترخاء.
يتطلب حرق البخور استخدام مبخرة، وهي موقد بخور تقليدي. بمجرد إشعال قطع الخشب فيه، يمكن استخدام الدخان العطري لتعطير الملابس، الغرف، وحتى السيارات. بعض الأشخاص يمرون عبر الدخان ليخترق ملابسهم وشعرهم، مما يمنحهم رائحة مميزة تدوم لساعات.
الاختلافات الرئيسية بين الاثنين
الآن بعد أن قمنا بعرض كل منتج على حدة، دعونا تعرض الاختلافات الرئيسية بين العود والبخور.
المصدر والتكوين: يتم استخراج العود من شجرة العود وهو راتنج عضوي ينتجه الشجر كوسيلة للدفاع عن نفسه. يتم الحصول علي الزيت من الخشب نفسه، مما يجعله مكونًا فريدًا. أما البخور فهو ليس مادة واحدة، بل هو مزيج من رقائق الخشب الممزوجة بالزيوت ومكونات عطرية أخرى. يمكن أن تختلف رائحة البخور بناءً على الوصفة المستخدمة.
الشكل: عادةً ما يتوفر العود على شكل زيت، ولكن يمكن أيضًا حرق خشب العود تمامًا مثل البخور، مما ينتج عنه رائحة مدخنة. من ناحية أخرى، يتواجد البخور غالبًا في شكل صلب (مثل رقائق خشب أو كتل) التي تُحرق لإنتاج الدخان. يُستخدم البخور بشكل أكبر كمعطر للجو بدلاً من أن يكون عطرًا شخصيًا.
الملامح العطرية: تتميز العطور المستخلصة من عطر العود بتركيبات عطرية معقدة للغاية، ث تتغير هذه الروائح مع مرور الوقت على الجلد. أما البخور فهو عادةً مزيج من روائح مختلفة، وتظل رائحته المدخنة عالقة في الهواء لفترة طويلة بعد حرقه.
القيمة الثقافية: العود يُعتبر رمزًا للفخامة، ويعتبر منتجًا حصريًا بسبب لندرته وتكلفته العالية، ويُقدّر لاستخدامه الشخصي والحميمي في العطور. من جهة أخرى، يُعتبر البخور عنصرًا مهمًا في الممارسات الثقافية والطقوس، حيث يُستخدم لخلق جو دافئ وله قادسية.
الخاتمة
بينما يشترك العود والبخور في أصولهما من الشرق الأوسط، إلا أنهما يخدمان أغراضًا مختلفة. من خلال فهم الفروقات بين هذين العنصرين، يمكنك اختيار ما يناسب احتياجاتك. قد يستمر الجدل القديم حول "العود أم البخور" لكن يمكنك الاستمتاع بأفضل ما في العالمين. سواء كنت تفضل العود الغني بالروائح الترابية أو دفء البخور المدخن، يمكنك العثور على عطرك المفضل من مملكة العود والانغماس في تجربة حسية فريدة! لديهم مجموعة رائعة من عطور العود في الامارات، ويمكنك أيضًا اكتشاف بخور فاخر لديهم. فما الذي تنتظره؟